أحببت شخص مشهور و توفي.... فماذا ستفعل الان ؟



السلام عليكم.
في الجزائر نقول عبارة " الموت حاررة " , يعنى أنه مهما كان الشخص الذي توفي, تبقى الموت , غصة في حلق محبي و ذوي هذا الميت ,  و أكيد يوجد من يبكيه حتى الان...هذا شيء انساني و لكن ما شد انتباهي مؤخرا, هو فديو في اليوتوب, صراحة لم أشاهده, لأن عنوانه استفزني! شيء من قبيل لن تصدق ماذا اكتشف أهله بعده, أو شيء سخيف من هذا القبيل... عنوان تافه لايهمه الا اسقطاب أكبر عدد من المشاهدين و كان يتكلم عن مغني راي توفي مؤخرا! 
طبعا المثل يقول , مصائب قوم عند قوم فوائد ! ولكن...ليس لدرجة استغلال موت شخص مشهور مر على جنازته مدة من الزمن, وكل همك شد انتباه معجبيه!
القاعدة العامة و السُنة التي درج عليها هذا السواد العظيم من البشر, أن أي شخص مهما كانت وضعيته و قدره بين الناس و شهرته...الا ان هذا كله مبني على حقيقة وجوده بيننا وحالما يخرج من عالمنا الدنيوي سينساه الناس حتى وان بقو يحبوه في قلوبهم , لكنهم سيلتفتون للحي الذي يمشي بينهم و يُجدد في كل مرة اخر صيحاته!
لكن يبقى السؤال مطروح لمتتبعينه و محبيه: 
" أنت أحببت هذا الشخص وكنت تتقصى أخباره , وكان يأخد وقت معتبر من يومك وربما كل يوم...الان و قد توفي هذا الشخص, فيما نفعك كل ذلك الاهتمام و تسخير الوقت له؟ "
* هل حققت دخلا بمتابعتك له؟
* هل ذلك الحب أوصلك لدفع فاتورة هاتفك أو النت الذي كان بوابتك لدخول عالمه؟
انا لا اتحدث عن شخص توفي وهو الان في ذمة الله , ولكنني أتحدث عنك أنت , أنت الذي كان اهتمامك يوميا , اخر الاغاني و ماذا فعل فلان وفضيحة فلانة... ومن سهر و من شرب خمر ومن رقص ومن ومن ومن..... ما فائدتك من كل هذا؟! ما الذي أضافه لك في حياتك؟ واذا اختفى هذا الشخص الذي كنت مهتما بأخر خرجاته, كيف ستصبح حياتك؟ 
اذا كان اهتمامك متعلق بما يحدث للاخرين في حياتهم , وحياتك أنت؟ هل لحظات العيش عندك هي دقائق المتعة سواءا في أكل أو جنس أو غيره؟!! و هل ما تبقى من لحظات في حياتك لا يعنيك ولا تعتبرها معيشة أصلا؟!!
كم يؤلمني أن أبحث مثلا عن أكثر الفديوهات مشاهدة على اليوتيوب مثلا فلا أجد الا التفاهات.
الهاذا الحد سقط مستوانا؟
والأدهى أنك اذا رفعت مستواك مع احدهم أصبحت مسخا من كوكب أخر!
لماذا أصبحت اهتماماتنا تحت المستوى؟
المثقفون ليس لديهم الكثير من المتتبعين , وفوق هذا أخبارهم نادرة و غير مرغوبة! عكس اخبار المشاهير سواء في الغناء او التمثيل او كرة القدم.
و المثير للسخرية أكثر, هو ان موضوع الثروة و الثقافة المالية أيضا موضوع مرغوب فيه ولكن لا يتتبعه الا قلة! أكثر من تُعرض عليهم هاته المواضيع يصابون بالملل سريعا ولا يهمهم الا ربح المال السريع , الشيء الذي لاحظوره في مشاهير الغناء مثلا. فتجدهم يصدحون بأصواتهم في كل مسابقة , بغض النظر عن الاحراج الذي سيلحقهم مدى الحياة !
أن تبني ثروة أو تحقق حلما مهما كان, سواء في الدراسة أو السفر أو الأسرة.... مهما كان ما تحلم به و تتمناه , مستحيل أن يحدث في رمشة عين ,  مهما كان حجم و عدد الفديوهات و المواقع و الأشخاص الذين يحاولون اقناعك بهذا.
وحتى هؤلاء الأشخاص , لا هم و لاغيرهم سيُسيرون لك حياتك! حياتك خاصة بك , لا تتعلق بأي مخلوق مهما كان!
ابن حياتك بما هو متوفر بين يديك و سيعينك الله بأن يوفر لك أحسن الوسائل التي ستساعدك.
اعرف أين أنت , وأين تريد الذهاب و انظر الى مجال الفرق بينهما , وما يمكنك فعله لتُسرع وصولك هناك.... الى حيث تتمنى!
كل شيء متوفر في الدنيا, و بين يدي الله عز وجل. اعرف ماذا تريد واطلب من الله أن يُعينك, ولا تتكاسل ولا تمل!
أنت هنا لأن والديك تعبا معك سنين , وأنت مسلم لأن الرسول عانى سنوات ليصل هذا الدين اليك , وانت من انت لأن مجموعة من العوامل صنعتك على مر السنين.... ونفس الشي حدث لهذا الشخص المشهور , لكنه عرف ما يريد ووصل اليه فلماذا تضيع حاظرك في الذوبان في حاظر غيرك! لما لا تكون أنت أيضا محط نظر الاخرين وقُدوة لهم؟ ابن نفسك واتعب عليها ولن تغدر بك أبدا! لا تضيع وقت ستحاسب عليه أمام الله!
أنا لا أأمرك ولكنني أُذكرك : اذا هذا الشخص مات , فأنت حي!
عش حياتك بطريقة صح وتخيل دائما كيف ترى نفسك بعد سنوات, فهذا كفيل بأن يعطيك دافع للتخلي عن التفاهات و التمسك بما ينفعك , كن أناني هنا! أحب لنفسك الأحسن و أحب نفسك و أحب غيرك ولا تلتفت لتفاهات لن تجدي منها شيئا.
أتمنى لك التوفيق.






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعمل في التسويق الشبكي... هنا!

العياشي و البئر...

كيف ستتغير حياتك في 2019 :